آفاق الاقتصاد الإقليمي، الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أكتوبر 2023 : بناء الصلابة وتعزيز النمو المستدام
یخیم على الآفاق قدر كبیر من عدم الیقین، حیث یؤدي مزیج من التداعیات الناجمة عن عوامل معاكسة عالمیة وتحدیات محلیة ومخاطر جغرافیة-سیاسیة إلى آثار سلبیة على الزخم الاقتصادي عبر منطقة الشرق الأوسط وآسیا الوسطى. وتشیر التوقعات إلى تباطؤ النمو ھذا العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا بسبب تراجع إنتاج النفط، وتشدید بیئة السیاسات في اقتصادات ُ الأسواق الصاعدة والاقتصادات متوسطة الدخل، والنزاع في السودان، وعو طریة. وفي القوقاز امل أخرى ذات خصوصیة قوآسیا الوسطى، تواصل الھجرة والتجارة والتدفقات المالیة عقب الحرب الروسیة في أوكرانیا دعم النشاط الاقتصادي، وإن كان ُتوقع أن یسجل النمو تراجعا طفیفا ھذا العام. وتشیر التوقعات إلى تحسن النشاط الاقتصادي مستقبلا في منطقة الشرق الأوسط یوشمال إفریقیا خلال عامي 2024 و2025 مع انحسار بعض العوامل المؤثرة على النمو ھذا العام تدریجیا، بما في ذلك التخفیضات المؤقتة في إنتاج النفط. ولكن من المتوقع استمرار تباطؤ النمو على مدار فترة التنبؤات بفعل معوقات النمو الھیكلیة ُتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي العام القادم مواصلا تراجعھ على المدى المتوسط، حیث المزمنة. وفي القوقاز وآسیا الوسطى، یتتلاشى تدریجیا حالة التحسن التي شھدھا النشاط نتیجة التدفقات الحقیقیة والمالیة الوافدة من روسیا وتستمر التحدیات الھیكلیة الراسخة دون حل. وبوجھ عام، تتراجع معدلات التضخم تماشیا مع انخفاض الضغوط السعریة عالمیا، رغم استمرار التداعیات ُطریة - بما في ذلك النمو الھائل في الأجور في بعض بلدان القوقاز وآسیا الوسطى - والأحداث المرتبطة الناجمة عن العوامل القبالمناخ. وقد طرأ بعض التحسن منذ إبریل، ولكن میزان المخاطر المحیطة بالآفاق لا یزال یمیل نحو التطورات السلبیة. وفي ھذا السیاق، یتعین التعجیل بالإصلاحات الھیكلیة لتعزیز النمو والصلابة، بینما یظل تشدید السیاسات النقدیة والمالیة ضرورة في عدة اقتصادات لتحقیق خفض دائم في مستویات التضخم وضمان استدامة القدرة على تحمل الدین العام